وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (سورة المائدة، الآية 32).

يؤدي عدم الحصول على الرعاية الصحية إلى التبكير بوفاة الكثير من الناس، فللأسف، هناك ضعف في التمويل، ونقص في الحصول على الرعاية الصحية لكثير من الناس في مناطق من السودان مثل منطقة السوكي.

وقد أعلنت وزارة الصحة أن 206 أشخاص في هذه المنطقة يعانون من مشاكل في الكلى، فقدمنا مساهمة مالية قدرها 30 ألف يورو من عوائد الوقف لمساعدة المستشفى المحلي وتزويده بالمعدات الطبية.

 

تعرّف على آمنة

آمنة مريضة بالكلى، وتتلقى دعمًا طبيًا يساعدها في إنقاذ حياتها. إنها امرأة مُسنة، وتعاني من مشكلة في السمع، وتتحدث بصوت منخفض، ولكنها تتمتع بإيمان قوي.

“لقد توفي زوجي محمد قبل عامين، وأعيش مع ابنتي نوال التي تعمل كمعلمة، ولدي 17 حفيدًا من أطفالي التسعة.

وقد اعتدت على بيع البضائع عندما كنت بصحة جيدة. أما الآن، فيدعمني أولادي، ولكن عباس أكثرهم دعما لي، وهو مهندس معماري.

لقد أجريت عمليتين لمعالجة إعتام عدسة عينيّ، والآن بالكاد أستطيع الرؤية. وأنا أيضًا مصابة بمرض السكري، وأعاني من مرض في القلب، وقد كسرت ساقي منذ فترة، فأضطر لاستخدام كرسي متحرك.

وقد أحضرت ابنتي نوال لي حجرًا لأتيمّم به (والتيمم بديل لمن لا يستطيعون الوضوء لأداء الصلاة) ثم أصلي الفجر. وأنا أشرب العصير فقط، وليس لديّ شهية للطعام. كما أنني أقرأ القرآن خلال النهار، وأتمنى أن أتمكن من قراءة المزيد، ولكن عيني تخذلانني. كما أنني لا أستطيع دخول الحمام بمفردي، فتضطر ابنتي أن تحملني، وهو أمر يمثل تحديًا كبيرًا لكلينا.

إنني أعاني من فشل كلوي منذ 6 سنوات، حيث بدأت الأعراض بالحمى، وتم نقلي إلى المستشفى بشكل عاجل. وقد شخّص الطبيب حالتي بضمور في الكلى، وأوقفني عن تناول حبوب السكري. ولأن إيماني قوي، لم تؤثر هذه الأخبار عليّ. أنا لا أخشى المرض، بل ولا حتى الموت!

لقد بدأت علاجي في الخرطوم حيث تعمل ابنتي كمساعدة طبية، ولكنني اضطررت إلى العودة إلى السوكي، فقد طلقت ابنتي الأخرى نوال، وعليّ أن أعتني بطفليها الإثنين.

بعد أن رجعت إلى منزلي في السوكي، تلقيت علاج غسيل الكلى في منطقة سنجة لمدة ثلاث سنوات لأنه لم يكن لدينا مركز لغسيل الكلى في السوكي. وقد كان الأمر صعبًا لأن سنجة تبعد حوالي ساعة بالسيارة عن السوكي، ولأنه يتعذر الوصول إلى الطريق من السوكي إلى سنجة خلال موسم الأمطار، اضطررت لاستئجار منزل في سنجة مما سبب عبئا ماليا.

أما الآن، فأشعر بالارتياح بعد افتتاح مركز السوكي الصحي، وهو يعمل بكامل طاقته. وقد بدأت علاجي منذ شهرين، والعلاج مجاني، والموظفون لطفاء جدّا. وأنا أزور المركز مرتين في الأسبوع، وتستغرق جلسة غسيل الكلى أربع ساعات.

إني أتوكل على الله، الحمد لله، وأقبل ما قدّره لي في المستقبل، فالله خالق الحياة والموت.

أتمنى الخير والبركات لكل من قدّم لنا الدعم، فقد خففوا من معاناتنا. شكرا جزيلا لكم.”

التصنيف: الأخبار