في عالم مليء بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية، يظل التعليم حجر الأساس لأي نهضة حقيقية. ومن أعظم وسائل دعم التعليم، تأتي الصدقة الجارية، التي تجمع بين الأجر المستمر والأثر العميق على الأفراد والمجتمعات. فحين تمنح العلم، فإنك لا تعطي شيئًا زائلًا، بل تزرع بذور التغيير والنور لعقود قادمة.

ما معنى الصدقة الجارية؟

الصدقة الجارية هي نوع من الصدقات التي يمتد نفعها بعد وفاة المتصدق، وتستمر في جلب الأجر طالما استمر أثرها. وقد ورد في الحديث الشريف:

“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”
(رواه مسلم)

ولعل ما يلفت الانتباه في هذا الحديث أن العلم النافع والصدقة الجارية جاءا ضمن الأعمال المستمرة بعد الموت، مما يجعل الجمع بينهما في دعم التعليم صدقة عظيمة الأثر.

لماذا تُعد الصدقة الجارية في التعليم من أعظم الصدقات؟

1. الأثر المستمر والمتجدد

التعليم لا ينتهي عند تلقي المعرفة فقط، بل يستمر حين يُعلّم الطالب غيره، أو يوظف معرفته في بناء مشروع، أو يصنع حلاً ينقذ حياة الآخرين. كل ذلك في ميزان من ساهم بتعليمه.

2. محاربة الجهل، بوابة محاربة الفقر

الجهل هو السبب الرئيسي وراء البطالة، العنف، والتخلف الاقتصادي. ومن خلال التعليم، يستطيع الإنسان أن يبني حياته، يُحسّن دخله، ويُسهم في رفع أسرته ومجتمعه بأكمله.

3. تمكين المجتمعات على المدى الطويل

المعلمون، الأطباء، المهندسون، والمبتكرون جميعهم بدأوا من مقاعد الدراسة. حين تدعم التعليم عبر الصدقة الجارية، فأنت تشارك في بناء الجيل الذي يصنع المستقبل.

4. إمكانية الوصول إلى كل طبقات المجتمع

بعض أشكال الصدقات لا تصل إلا لفئة محدودة، أما الصدقة الجارية في التعليم فهي تُمكّن من إحداث أثر واسع في الفقراء والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة واللاجئين وغيرهم.

الصدقة الجارية

أمثلة عملية على الصدقة الجارية في التعليم

نوع المشروع وصف الأثر
بناء المدارس في المناطق المحرومة توفير بيئة تعليمية للأطفال في المناطق النائية
كفالة طلاب العلم دعم تكاليف الدراسة، النقل، والمواد التعليمية
تأسيس مكتبات علمية توفير مصادر معرفية للطلاب والباحثين
إنشاء منصات تعليم إلكتروني إيصال التعليم لملايين المستخدمين عن بُعد
طباعة كتب علمية ودينية نشر العلم والمعرفة للأجيال القادمة
تجهيز معامل ومختبرات تعليمية دعم التعليم العملي والتطبيقي في المدارس والجامعات

كيف يمكن أن تبدأ صدقتك الجارية في التعليم؟

عبر التبرع لمؤسسات موثوقة

اختر مؤسسة وقفية معروفة بمشاريع تعليمية موثوقة، وتأكد من أن تبرعك سيذهب لمشروع مستدام يحقق الأثر المنشود.

المتابعة والاستثمار طويل المدى

الصدقة الجارية في التعليم ليست فقط مبلغًا يُدفع، بل هي علاقة طويلة المدى مع الخير. متابعة الأثر، ودعم استمرارية المشروع، هو ما يُعظم الأجر والنتائج.

قصة نجاح: كيف غيّرت الصدقة الجارية في التعليم صفية ؟

تبلغ “صفية منير سعيد علي” 17 عاما، وتدرس الآن في المرحلة الثالثة في المدرسة، وهي طموحة وتستمتع بدراستها.

كما أنها تتلقى دروسا في اللغة الإنجليزية بعد انتهاء يومها المدرسي، وتريد أن تصبح مهندسة.

تعيش صفية مع أختها وأمها وخالتها في منزل صغير تتسرب إليه مياه الأمطار، وتصله كهرباء متقطعة.

وتعاني الأسرة من استمرار ارتفاع الأسعار.

إلا أن دعمنا يُحدث فرقًا حقيقيًا حيث يمكّن الأسرة من إرسال صفية إلى المدرسة.

أم صفية، سوسن أحمد عثمان، تعرف مدى أهمية حصول صفية على التعليم.

وتقول إن “الأسعار ترتفع وترتفع مما يجعلنا نعاني فعلًا، فأنا أعتمد على عائلتي في الحصول على نفقاتنا الشهرية، وآمل أن تنهي جميع بناتي دراستهن بنجاح، وأتمنى لهن حياة طيبة في المستقبل.”

وقد كان طقم التعليم الإضافي موضع ترحيب كبير أيضًا، في وقت تكافح فيه الأسرة، حيث سيساعد صفية على مواصلة دراستها.

قالت سوسن: “لقد فوجئتُ عندما اتصل بها صندوق الوقف الدولي لتأتي وتستلم الحقائب والأدوات المدرسية.

لقد طارت من الفرح عندما رأت كل الأدوات داخل حقيبتها المدرسية، وشعرتُ أنا أيضًا بالسعادة.

شكرًا جزيلًا لصندوق الوقف الدولي وللمانح.

“إن صندوق الوقف الدولي منظمة رائعة، ولديها فريق عم لرائع،فهم يتعاملون معنا باحترام، ويتعاملون مع الأطفال كأنهم أطفالهم أو إخوانهم الصغار، وآمل أن تستمر كفالتهم لابنتي حتى تكمل دراستها.”

الفرق بين IWF والمنظمات الأخرى هو أن IWF سوف تستثمر تبرعاتك وتحقق عائدًا مستدامًا لتقديم أضحية واحدة عامًا تلو الآخر وخدمة الناس إلى أجل غير مسمى.

لمزيد من المعلومات حول صندوق الوقف الدوليويرجى التواصل معنا و طلب المساعدةّ !

صندوق الوقف الدولي.