الصدقة الجارية

قال النبي “محمد” صلى الله عليه وسلم في حديثٍ صحيح: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

والصدقة الجارية، هي كل صدقة تتبرع بها ويبقى الانتفاع منها دائماً، مثل بناء مسجد أو حفر بئر ماء أو غيرها.

كنهرٍ جارٍ لا يتوقف، يبقى ثواب هذه الصدقة أثناء حياة وبعد وفاة المتبرع جاريًا، لهذا يحب المسلمون تبرع صدقة جارية للوالدين أو صدقة جارية للميت أو حتى عن النفس.

الوقف صدقة جارية

من أنواع الصدقات في الإسلام الذي يعتبر كصدقةٍ جارية هو الوقف. فهو يعني وقف أموال أو شيء معين كأرض مثلًا لينتفع به الناس دون استرداده ثانية.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ يَسْتَأْمِرَهُ فِيهَا، فَقَالَ: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِي مِنْهُ، قَالَ: إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا، وتَصَدَّقْتَ بِهَا، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ؛ أَنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا، ولَا يُورَثُ، ولَا يُوهَبُ، فَتَصَدَّقَ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ، وفِي الْقُرْبَى، وفِي الرِّقَابِ، وفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وابْنِ السَّبِيلِ، والضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ ولِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، ويُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مَالًا. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، بخاري ومسلم).”

أشكال للوقف، أجرها كصدقة جارية

يمكن للمسلمين اليوم التأثير في حياة الآخرين بشكل إيجابي، من خلال التبرع بشيء وقفي، يبقى أثره مستمرًا بإذن الله كصدقةٍ جارية.

من أشكال الوقف هذه، مثل المساهمة في تحسين حياة إنسان من خلال توفير مصدر دخل له، أو التبرع لمريض ليسترد بصره أو سمعه، أو كفالة يتيم أو طالب علم، أو التبرع لتحسين البنى التحتية للناس في القرى الفقيرة.

الصدقة الجارية في صندوق الوقف الدولي

نظرًا للأجر العظيم للصدقة الجارية في الدنيا والآخرة، والأثر الكبير الذي تتركه في حياة الناس، يستقبل صندوق الوقف الدولي التبرع بأي مبلغ كصدقةٍ جارية.

يجمع التبرعات، ثم يعمل على الاستثمار لصالح االفقراء في نظام آمن ومتوافق مع الشريعة الإسلامية، ثم يستخدم ريعها في تمويل مشاريع تحقق نفعًا مستمرًا للمحتاجين، ثم يعيد استثمار جزء من العوائد، فيبقى تبرعك مستمرًا وأثره دائم.

خلال سنوات عملنا ساهمت صدقاتكم الجارية في تحسين ظروف وصحة وتعليم الكثير من الفقراء في اليمن وفلسطين والبوسنة. ووفرت الماء النظيف في بنغلادش، وتشاد، والنيجر، ومالي والسودان، وغيرها من المناطق.

وبفضل تبرعاتكم، أجرينا عمليات لإعادة بصر عشرات الفقراء، وحسّنا الظروف التعليمية في مدارس عديدة حول العالم، إلى جانب مشاريع التدريب المهني لتوفير دخل للأسر الهشّة، ومشاريع الإغاثة الطارئة بعد الكوارث.

لمن نصرف هذه الصدقات الجارية؟

بالتعاون مع شركائنا المحليين في مختلف مناطق عملنا، نخصص الدعم للمجتمعات والقرى الأكثر احتياجًا. كلّ عام نحدث بياناتنا لنصل إلى مجتمعات أكثر، ثم نقرر طبيعة المشروع حسب احتياجات المنطقة نفسها.

ففي دول إفريقية عديدة، تركزت مشاريعنا على افضل طرق الصدقات الجارية مثل توفير الماء ومستلزمات النظافة والصرف الصحي، لأنها الأكثر إلحاحًا. بينما في دول أخرى مثل لبنان والأردن وفلسطين، ركزنا على دعم أسر الأيتام وتمويل مشاريع صغيرة تدعم دخل العائلات.

تبرع الآن 

الفرصة متاحةٌ أمامك طوال العام لتبدأ صدقه جاريه عن نفسك، أو عن روح حبيب رحل، من خلال صندوق الوقف الدولي، حيث تصلك تقارير سنوية عن نتائج استثمار واستخدام تبرعك.

تبرّع الآن