تخيل للحظةٍ أن الزمن توقف ليخبرك أن أمامك 24 ساعةً فقط في هذه الدنيا. 

ماذا ستفعل؟ بم ستفكر؟ 

ربما تسأل نفسك.. هل تركتُ أثرًا ينفع بعد رحيلي؟ 

رغم أن أحدًا لن يُخبرك متى سترحل، إلا أن لكلٍ منّا موعد. وكما اعتدنا أن نخطط لمواعيد امتحاناتنا وزواجنا وتقاعدنا، من المهم أن نخطط لرحلتنا الأبدية، والأثر الذي سوف نتركه بعد رحيلنا. 

الوقف الخيري، خطتك الذكية لأثرٍ وأجر يدوم، وصدقة جارية تستمر بعد رحيلك. 

الوقف الخيري.. أثر خالد

على اختلاف الصدقات التي نتبرع بها لمرةٍ واحدة، يعد الوقف صدقة جارية، لأنه يستمر بالعطاء طالما أصل التبرع موجود. 

هذه الفكرة عملنا عليها في صندوق الوقف الدولي منذ سنوات طويلة، ونظّمناها بخطوات إدارية شفافة لضمان استدامة التبرع. 

فعندما تتبرع بسهمٍ وقفي، نحن نستثمر تبرعك فيما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، ثم نستخدم عائدات الاستثمار لتمويل المشاريع الوقفية الخيرية. ونعيد استثمار جزء من العائدات كي ينمو المبلغ من جديد ويمول مشاريع جديدة، وهنا تكمن فكرة الاستدامة والصدقة الجارية. 

هذا يعني أنك في حياتك، وبعد رحيلك، سيكون أثرك في بئر ماءٍ يروي عطش ظمآن، أو مدرسة يتم تأهيلها، أو مشروع صغير لأسرة يمكّنها من توفير دخلٍ مستمر. 

فكما قال نبيّنا محمد “صلى الله عليه وسلم”: “إذا مات ابنُ آدم انقطعَ عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٌ صالح يدعو له”. 

الوقت ينفد!

وفي ظل مشاغل الحياة الكثيرة، الوقت ينفد منا! 

لا نعرف متى يحين رحيلنا، لكن سيأتي يوم بالتأكيد يكون يومنا الأخير في هذه الدنيا. فهل ستنتظر الــ24 ساعةً الأخيرة؟ 

لم لا تبدأ اليوم، وتفكّر في أثرك الخالد الذي ستتركه في هذه الدنيا، وتضمن أجر الصدقةِ الجارية بإذن الله؟ 

التبرع بسهمٍ وقفي لن يكلفك إلا دقائق بسيطة. حان وقت القرار الأهم والأذكى!

التصنيف: غير مصنف