مع دخولِ شهرِ رجب، يشعر كثير من المسلمين بأجواءٍ روحانية مميزةٍ، لأهمية هذا الشهر الحرام، واقتراب شهر رمضان الكريم.
فقد قال الله تعالى: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم) (سورة التوبة : 36). وفي الأحاديث الشريفة بيّن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن الأشهر الحُرم ثلاثة متتابعة هي ذو القعدة وذو الحجة ومحرّم، إلى جانب شهر رجب.
ويليق بشهرِ رجب الحرام، استقباله بإخلاص النية لله، وتكثيف الطاعات، وإصلاح ذات البين، ومراجعة كافة أعمالنا بناء على ميزان الحلال والحرام.
ومن الأعمال المستحبة في شهرِ رجب:
- الكف عن الأذى: وهي دعوة صريحة من الله خلال الأشهر الحُرم من خلال قوله تعالى: “فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم” (سورة التوبة : 36). فأحد مداخل ظُلم النفس هو إيذاء الآخرين لأنه يعود عليها بالضرر والسيئات. ويشمل الكف عن الأذى، الترفّع عن الجدال، والابتعاد عن الغيبة والنميمة.
- إطعام الفقراء: ففي مواضع كثيرة، حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على “إطعام الطعام”، واعتبره من أحبّ الأعمال طوال العام. لذلك يمكنك التبرع للمؤسسات التي تدعم مشاريع الإطعام أو البحث عن الفقراء حولك بمن فيهم الأقارب، وإعانتهم في هذا الشهر المبارك.
- استعادة العلاقة مع القرآن قبل شهر رمضان: فالعديد من المسلمين ينشغلون بأمور دنياهم، ويهملون الالتزام بالوِرد القرآني اليومي. شهر رجب فرصة عظيمة لاستعادة العلاقة مع القرآن الكريم.
- الصيام: فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالصيام في الأشهر الحرم حيث قال: “صُم من الحُرُم واترك”، أي صيام أيام وإفطار أيام.
- الدعاء: وهو عبادة مستحبة في كل يومٍ وساعة، خاصة في الأيام والساعات المباركة.
- تكثيف الصدقات: في الصدقات فوائد لا حصر لها، من حيث الثواب العظيم في الآخرة، وتعزيز مفاهيم التضامن الإنساني والاجتماعي، وفكّ كربات الناس، وإطعامهم، وترك أثرٍ في حياتهم.
إغاثة المحتاجين في شهر رجب
لعل من أهم الصدقات، تلك التي تُنجد محتاجًا أو توفر له أبسط مقومات حياته، بينما يتعرض لظرفٍ قاسٍ مثل الحروب والكوارث الطبيعية أو انتشار الأوبئة. فالإغاثة الطارئة واجب إنساني على كلّ مَن يستطيع تقديم المساعدة، وهي من أولويات صندوق الوقف الدولي.
وفي شهر رجب المبارك، يمكنك التبرع بقيمة سهم الإغاثة الوقفي، أو أي مبلغٍ كصدقةٍ جارية. نحن نستثمر التبرعات في استثمارات منخفضة المخاطر ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ثم نستخدم عوائدها السنوية في تمويل مشاريع الإغاثة. بعد ذلك نعيد استثمار جزء من العوائد ليبقى أصل المال موجودًا ودائمًا في العطاء.
وهذا يعني أنه عندما تحدث كارثة في مكان ما، لا ننتظر جمع الأموال ثم البدء بالإغاثة، بل نستخدم ريع أسهمكم الوقفية التي تنمو عامًا بعد عام.
التبرع للنازحين من الحرب في غزة، كان أحدث ما موّلته عائدات أسهمكم الوقفية، حيث تدخلنا منذ الأيام الأولى للحرب، ووفرنا للنازحين المواد الغذائية الأساسية، من خلال مكتب الإغاثة الإسلامية هناك -مؤسستنا الأم-.
اطّلع على أسهمنا الوقفية، وعلى أعمالنا ومشاريعنا، ثم استثمر مع الله في شهر رجب الحرام.
التصنيف: الأخبار