المحتويات
من أعظم مظاهر البر بالوالدين أن يستمر فضلهم بعد موتهم، ومن أنبل الطرق لتحقيق ذلك تقديم صدقة جارية للوالدين. فهذه الصدقة لا تنقطع ثمارها، وتكون نورًا في قبورهم وسببًا في رفع درجاتهم عند الله. إنها من أحب الأعمال وأكرمها، إذ تجمع بين البر والصدقة والدعاء، وهي كذلك من أعظم أبواب الأجر المستمر.
صدقة جارية للوالدين
صدقة جارية للوالدين هي من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقدمها المسلم لوالديه، سواء كانوا على قيد الحياة أو بعد وفاتهم. تُعرف الصدقة الجارية بأنها العمل الخيري المستمر الذي يعود نفعه على الآخرين لفترة طويلة، ويظل أجره جاريًا للمتصدق ما دام الناس ينتفعون به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم)
بر الوالدين قيمة تربوية ودينية عظيمة، ومفهوم أوسع مما نتخيل، يمكن النظر إليه بطرقٍ كثيرة.
فالوالدان اللذان قدّما كلّ ما لديهم من أجل تربيتنا ورعايتنا، يستحقّان منا الرحمة والود والإبداع في طرق برّهم. ويعتبر بر الوالدين في الإسلام أولوية عظمى، ربطها الله تعالى بعبادته، حيث قال سبحانه: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا“.
فالكلمة الطيبة معهم برّ، والابتسامة في وجوههم برّ، وتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم برّ، والدعاء لهم في كل زمان ومكان برّ، وتخصيص صدقات جارية عنهم برّ عظيم. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم، وبذلك أفضل صدقة للميت أو الحي للوالدين عندما تكون من أبنائهم.
أهمية الصدقة الجارية للوالدين:
الوالدان هما السبب في وجود الإنسان، وقد أمر الإسلام ببرهما والإحسان إليهما، حتى بعد وفاتهما. ومن أفضل سبل البر بهما تقديم الصدقة الجارية عنهما، حيث يكون ذلك امتدادًا لأعمالهما الصالحة ويزيد في حسناتهما. الصدقة الجارية تُعتبر هدية عظيمة للوالدين، تضمن استمرار الأجر والثواب لهما في الحياة الآخرة
الأجر العظيم للصدقة الجارية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماً علّمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته” (رواه ابن ماجه).
افضل صدقة جارية للوالدين
نوع المشروع الجارية | الأثر المستمر |
---|
كفالة يتيم | رعاية طفل في اسمهما تعني صدقة ورحمة وبركة لا تنقطع |
إنشاء وقف خيري | مشروع مستدام يدر أرباحًا تُنفق في أعمال خيرية لأجلهما |
حفر بئر ماء باسمهما | يوفر ماءً نقيًا لمجتمع ويجري ثوابه في ميزانهما |
دعم تعليم فقير | يُنسب لهما أجر العلم وما ينتج عنه من نفع طويل الأمد |
اجمل الهدايا بعد الوفاة
قد تظن أن الهدايا تتوقف بعد الموت، لكن الحقيقة أن صدقة جارية باسم والديك هي أثمن هدية يمكن تقديمها، فهي تكتب في صحائفهم، وتُنور قبورهم، وتبقى شاهدًا على برّك إلى يوم القيامة.
صندوق الوقف الدولي بوابتك لبرّ والديك
في عالمنا المتسارع، وحياتنا المشغولة باستمرار لا ينبغي أن نغفل عن عن القيم العظيمة مثل بر الوالدين، بل نبحث عمّن يعيننا عليها بأسهل وأسرع الطرق وأكثرها أمانًا.
من حسن حظك أن صندوق الوقف الدولي يمكن أيضا أن يساعدك بفعالية! فنحن نعينك على تحقيق أكبر فائدة لوالديك وللمجتمعات الفقيرة من خلال أسهم الصدقة الجارية.
نستثمر التبرعات “الخير الصدقات” ونستخدم ريعها لتمويل مشاريع تحقق الخير المستدام، وتدعم الصحة والتعليم وكفالة الأيتام وسقيا الماء وغيرها العديد من المشاريع.
ثم نعيد استثمار جزء من التبرعات ليبقى أصل التبرع موجودًا وينمو عامًا بعد عام. أي أن صدقتك سوف تدعم المزيد من المشاريع كل عام، وتنال أنت ووالديك الأجر بإذن الله.
إن تقديم صدقة جارية للوالدين هو أعظم ما يُهدى لمن لا يستطيع أن يطلب شيئًا بعد رحيله. هو دعاء عملي، وبرٌّ لا ينقطع، ورسالة وفاء تتجاوز حدود الزمن. فكل عمل تُهديه لهما، وكل خير يصل إليهما بسببه، هو دليل على أنك لا تنسى، ولا تزال تحفظ الجميل، وتعرف قدر من قدّماك للحياة.
ابدأ اليوم بخطوة صغيرة، صدقة جارية باسم والديك، ولتكن هذه الصدقة بابًا دائمًا للأجر، ونورًا في قبريهما، وعملًا يُرضي الله عنك ويرفعك في درجات البر.
التصنيف: صدقة جارية