في عصرنا الحديث، صارت التكنولوجيا أداة حيوية تسهم في تحسين مختلف جوانب حياتنا، بما فيها مساهمتنا في الأعمال الخيرية كالتبرع بصدقةٍ جارية.
فالصدقة الجارية من الأعمال الخيرية المستدامة التي يمتد تأثيرها عبر الزمن، وقد ساعدت التكنولوجيا بشكل كبير في تعزيز هذه الصدقات، وسهلت التبرع بها، ومتابعة نتائجها.
واليوم، نجد العديد من الطرق التي يمكن أن نتبرع من خلالها بالصدقة الجارية، مثل منصات التمويل الجماعي للأفراد والمجتمعات التي تتيح للشخص دعم مشاريع الآخرين، أو المنصات التي تسمح لك بالتبرع بخدماتك الخيرية للآخرين كالتعليم والترجمة وغيرها. وهناك بالطبع التبرع من خلال موقع إلكتروني موثوق مثل صندوق الوقف الدولي ومنظمة الإغاثة الإسلامية -مؤسستنا الأم-.
التكنولوجيا تضمن الشفافية والاستدامة
وإلى جانب توفير مصادر عديدة يمكنك التبرع لها، جعلت التكنولوجيا عمليات التبرع سهلة وآمنة ومضمونة. كما حسّنت كفاءة المنظمات التي تجمع التبرعات وتستثمرها وتوزعها، وساهمت بضمان الشفافية للمتبرعين.
فنحن في صندوق الوقف الدولي ننشر باستمرار عبر قنواتنا الإلكترونية أحدث مشاريعنا التي نفذناها من ريع صدقاتكم الجارية وتبرعاتكم لأسهمنا الوقفية. كما نرسل باستمرار نشرات بريدية حول مستجدات المشاريع التي نمولها حول العالم، كي يعرف المتبرع أين ذهبت أمواله وكيف تم استخدامها.
كل تلك المميزات وغيرها، تجعل العمل الخيري مستدامًا بشكل كبير. فالمنظمة تجمع التبرعات بسهولة، والمتبرع يدفع أمواله لجهة معروفة ويتابع نتيجة وآثار تبرعه، ما يضمن سريان العملية بشكل سلس ومستمر، ويعزز من قيمة الصدقة الجارية.
علاقة الوقف بالصدقة الجارية
في الإسلام، تعدّ سنة الوقف صدقة جارية، لأنها تعني وقف أموال أو شيء معين كأرض مثلًا لينتفع به الناس دون استرداده ثانية.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ يَسْتَأْمِرَهُ فِيهَا، فَقَالَ: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِي مِنْهُ، قَالَ: إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا، وتَصَدَّقْتَ بِهَا، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ؛ أَنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا، ولَا يُورَثُ، ولَا يُوهَبُ، فَتَصَدَّقَ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ، وفِي الْقُرْبَى، وفِي الرِّقَابِ، وفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وابْنِ السَّبِيلِ، والضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ ولِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، ويُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مَالًا. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، بخاري ومسلم).”
هنا أجبنا عن أسئلتكم الشائعة حول التبرع بالصدقة الجارية من خلال صندوق الوقف الدولي. كما أوضحنا لكم بشكل مبسط أثر صدقاتكم الجارية على المجتمع.
حان الوقت لتستثمر التكنولوجيا التي تستخدمها الآن وتتبرع بصدقة جارية تعود بالخير على حياتك، وترفع درجتك عند الله، وتترك أثرًا مستمرًا في حياة الآخرين.
التصنيف: صدقة جارية