في لحظات العطاء، يشعر الإنسان أن روحه الإنسانية تسمو، ويبدأ بالشعور بالرضا الداخلي والسعادة الحقيقية. فالعطاء، سواء كان ماديًا أو معنويًا، ينبعث منه نور الرضا الداخلي الذي يملؤنا بالسعادة والارتياح. عندما نمتلك القدرة على إسعاد الآخرين ومساعدتهم في تحسين حياتهم وتجاوز تحدياتهم، نصنع لأنفسنا طريقاً نحو السعادة الحقيقية، بسبب الفعل الإيجابي والجهد الذي قمنا به مهما كان بسيطًا. فمساعدة الآخرين والعطاء، أساسٌ لبناء علاقات إنسانية متينة ومجتمعات مزدهرة. لأننا عندما نعمل لصالح الآخرين، نشعر بالانتماء العميق إلى مجتمعنا وبالاتصال الإنساني الحقيقي، مما يمنحنا داخليًا بالرضا لا تشوبه عوامل خارجية.
من هذا المنطلق، ندعوك لتجرب معنى مختلف من السعادة، وتتأمل مشاريع الخير المستدام التي ننفذها عامًا بعد عام في مجتمعات ودول مختلفة. تأمل ابتسامات المستفيدين، وتخيّل حياتهم بعد الحصول على مساعدة تدعم صحتهم وتعليمهم وتنتشلهم من الفقر والجوع من خلا سهم الصحة و التعليم. بعد ذلك، حوّل معنى العطاء إلى فعلٍ إيجابي، وتبرع بقيمة سهم وقفي أو أي مبلغ كصدقةٍ جارية، وانتظر نتائج الخير الذي تبرعتَ به.
إن هذا المعنى من السعادة المرتبط بالعطاء، هو ما يجعلنا نستمر في عملنا عامًا بعد عام، ونتحمّل مشاق وتحديات العمل الخيري. فالوقف خيرٌ مستدام وسنة نبوية مباركة عظيمة تجعلنا “كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا”.
التصنيف: صدقة جارية