في ديننا الإسلامي العظيم، موت الجسد ليس نهاية العمل الصالح. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا مات ابنُ آدم انقطع عنهُ عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له”.  

والصدقة الجارية هي أي عمل خيري لا يتوقف أثره في الدنيا، ولا ثوابه في الآخرة، وتنقسم إلى نوعين: الصدقات الجارية المادية والصدقات الجارية غير المادية. 

أمثلة على الصدقات الجارية القائمة على المال

1. بناء المشاريع الخيرية

مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات والمشاريع الإنسانية الأخرى التي تعود بالفائدة على المجتمع بشكل دائم. هذه المشاريع تحقق أثرًا جماعيًا وتستمر في تقديم الخدمات والفوائد للأجيال القادمة. 

2. مشاريع دعم التعليم

مثل تأسيس مدارس وجامعات أو دعم برامج تعليمية معينة أو دفع رسوم تعليم الفقراء وتوفير مستلزماته. فمن يستثمر في تعليم الإنسان، يستثمر في الثقافة والنهضة والرقيى والنفع المتراكم. 

3. توفير المياه

كالتبرع لحفر آبار المياه النظيفة، وتوفير مستلزمات وصول الماء إلى الناس. ويعتبر  هذا العمل صدقة جارية تلبي احتياجات الناس الأساسية وتساهم في تحسين جودة حياتهم. 

4. الأسهم الوقفية

من خلال صندوق الوقف الدولي يمكنك التبرع بقيمة سهمٍ وقفي يكون أثره كصدقةٍ جارية. في صندوق الوقف الدولي، نجمع الصدقات والأسهم الوقفية، ونستثمرها في نظام آمن ومتوافق مع الشريعة الإسلامية، ثم نستخدم ريعها السنوي في تمويل مشاريع تحقق نفعًا مستمرًا للمحتاجين. وللحفاظ على مفهوم الوقف ودوام الصدقة، يتم استثمار جزء من العوائد مرة أخرى كي يبقى التبرع جاريًا.  

المميز في الأسهم الوقفية أنها تموّل مختلف أنواع المشاريع الخيرية. فلدينا سهم التعليم لدعم تعليم الفقراء، وسهم المياه المخصص لتمويل مشاريع توصيل المياه النظيف والآمن، وسهم رعاية الأيتام لدعم أسرهم. 

ومن أهم الأسهم التي نهتم بتمويلها، سهم الوقف لدعم سبل المعيشة. وهو سهم يذهب ريعه لتمويل مشاريع صغيرة للعائلات المحتاجة، حتى توفر لها مصدر دخل مستمر، من خلال أي مهنة أو حرفة تتقنها. 

كما يتيح صندوق الوقف الدولي خدمة “ترك هدية في وصيتك” كي تتبرع عن نفسك بعد وفاتك، ويبقى الثواب دائمًا بإذن الله. 

على مدار سنوات عمله التي تجاوز 20 عامًا، جمع صندوق الوقف الدولي ما يقارب من 8 مليون جنيه استرليني، ووصل إلى أكثر من 30 منطقة ودولة، ونفذ مئات المشاريع التي لا يزال أثرها مستمرًا. 

أمثلة على الصدقات الجارية غير القائمة على المال

1. نشر العلم والمعرفة

تدخل هذه الفئة في مجالات متعددة مثل كتابة الكتب والمقالات، وإنشاء محتوى تعليمي على الإنترنت، ومشاركة المعرفة مع الآخرين. “فالعلم الذي يُنتفع به” لا حدود لمجالاته، ويبقى صدقة جارية عن صاحبه للمجتمع. 

2. التطوع بالجهد والوقت

قد لا تملك مالًا تتبرع به، أو علم جديد تنشره، لكنك تملك وقتًا وجهدًا. يمكنك المشاركة في الأعمال الخيرية التطوعية التي تساعد الآخرين بشكل إيجابي في أي جانب تتقنه. تتبرع بوقتك لتعليم طفل أساسيات الدين، أو لتعليم شخص القراءة، أو لبناء غرفة تؤوي مسنًا. 

والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، وإماطة الأذى صدقة. فابحث عمّا يبقى أثره إيجابيًا ومستمرًا وابدأ بتنفيذه. 

فالصدقة الجارية، سواء كانت مادية أو غير مادية، تعد طوق نجاة الإنسان من الابتلاءات في الدنيا، وتنقيه من الذنوب في الآخرة، وتترك أثرًا إيجابيًا دائمًا على المجتمعات. من خلال تقديم الدعم المستمر وتقديم الخدمات ونشر المعرفة والخير، يمكن للإنسان أن يكون جزءًا من تحقيق التغيير وتحسين الحياة للأجيال القادمة.

التصنيف: صدقة جارية