ما هو الوقف الخيري
الوقف يعني هبة خيريّة مستدامة ومستمرة (مثل صدقة جارية). بصياغةٍ أخرى يتم استخدام الوقف على نطاق واسع عبر التاريخ الإسلامي لتطوير ودعم المجتمعات.
عادةً ما تعود فوائد هبة الوقف على المجتمع ككل عبر تقديم خدمة مفيدة للمجتمع. مثل المشافي أو الجامعات.
في اللغة العربية: الوقف أو جمعها “الأوقاف” يعني “القيد المفروض” لأنه إقرار بأن جميع الممتلكات لله. توضيحاً لهذه النقطة، لا يمكن لأي شخص أن يمتلك هذا التبرّع -سواءً كان مكتبة أو مبلغاً نقدياً. لكن عوضاً عن ذلك تُنقل ملكيته إلى الله؛ رغم أن الفوائد تعود للشخص، أي أن المتبرّع الأصلي لم يعد مالك الوقف. كذلك يُعرف الوقف في بعض البلدان العربية باسم “حبس” أو “حبوس” بصيغة الجمع.
مثال عمّا سبق: تخيّل أنه يتم التبرع بحقل للوقف. قد يستخدم المجتمع هذا الحقل بطريقة مفيدة كزراعة الفواكه والخضروات. مثلاً عندما يحين وقت الحصاد، سيستفيد المجتمع بأكمله. ومع ذلك، نظراً لأنه لا أحد يمتلك الحقل نفسه، فإن التبرّع سيبقى مستمراً وسيدعم جيلاً تلو الآخر. فلتطلع على بعض الأمثلة الشهيرة للوقف.
الخصائص الرئيسيّة للوقف
لا يكون الوقف صالحاً ومقبولاً إلا عند استيفاء شروط محددة.
يجب على الشخص أن يستوفي المعايير التالية حتى يكون مؤهلاً للتبرّع بالوقف:
- بالغاً بموجب القانون
- على دراية بما يفعله وسليم العقل للقيام بذلك
- امتلاك العقار/المال
- لا يترتب عليه ديون
- تقديم الوقف بدون إكراه والتبرّع به طواعية
يجب أن تستوفي الأصول/الأموال نفسها شروطاً معينة حتى تُقبل كوقف:
- يجب تكريس الوقف لتحقيق أهداف حسنة فقط؛ لا يمكن أن يسبب الوقف أيّ أذية للناس
- يجب أن تكون أصول الوقف مشروعة من الناحية الإسلاميّة (حلال). على سبيل المثال لا يُسمح بإنشاء وقف من أسهم في شركة منتجة للكحول أو استثمار غير أخلاقي
- ينبغي أن تكون الأصول المخصّصة للوقف محدّدة بوضوح وملموسة
- يجب أن يكون تبرّع الوقف غير مشروط وبدون قيود
- يجادل معظم الفقهاء المسلمين بأنه لكي يكون الوقف شرعياً، لا ينبغي تقييده بوقت، بل يجب أن يكون الأبد. ومع ذلك عدد قليل من العلماء من ضمنهم الإمام مالك، يقولون بأن القيود الزمنية مسموح بها، مما يعني أن الشخص الذي سيقدم الوقف يمكن أن يعرض ممتلكاته كوقف لفترة محدودة، وبعد ذلك سيستعيد ملكية التبرّع
- يجب التبرع بالوقف بشكل علني وصريح وتوثيقه بشكل كامل لتجنب أي خلافات مع ورثة المتبرّع.
يتبع صندوق الأوقاف الدولي معظم الفقهاء الإسلاميين وبالتالي لا يمكنه قبول سوى تبرعات الأوقاف الدائمة.
أهمية الوقف
- بركات من الله وثواب مستمر لا يتوقف، حتى بعد موت المتبرّع
- يقدم الدعم للمجتمع ويُمكّن الأثرياء من الوفاء بمسؤوليتهم الاجتماعيّة
- يعزّز الثقة بين المجتمع والمانحين
- إحياء السنة النبويّة الشريفة.
يقول الله جل جلاله في القرآن الكريم:﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ ]سورة الحديد:18[
يقول الله سبحانه وتعالى أيضاً:﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [سورة ياسين:12]
نظراً لأنه يمكن أيضاً تقديم التبرعات للوقف باسم شخص متوفى (مثل أحد أفراد الأسرة أو صديق)، فإن الثواب المتواصل في هذه الحالة سيعود على الشخص الذي تم تخصيص التبرّع له.
قال النبي صل الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.
- التنمية المستدامة: يعد الوقف من أعظم الممارسات الاقتصاديّة التي يقدّمها الإسلام، حيث إنه استثمار طويل الأمد للمجتمع بأكمله مع فوائد لا تنتهي
- تمكين المجتمعات المحليّة والتخفيف من وطأة الفقر حيث يستطيع المانحون تحسين حياة المجتمعات المحليّة الفقيرة.