تحت عنوان “أدوات الوقف لإدارة الثروات في الغرب”، عقد صندوق الوقف الدولي أول مؤتمر للوقف في المملكة المتحدة، والذي شكّل منصة لاستكشاف التاريخ الغني وإمكانات الأوقاف الإسلامية، إلى جانب مناقشة استراتيجيات مبتكرة لجمع الأموال، بهدف دعم فهم الوقف ودوره الحاسم في تشكيل المشهد الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات الإسلامية في الغرب.

أقيم المؤتمر يومي 18 و 19 سبتمبر 2024 في المملكة المتحدة، بمشاركة 236 ضيفًا، حضر 73 منهم في القاعة، بينما شارك 163 شخصًا عبر الإنترنت. وتنوع المشاركون بين الخبراء في المجال، وقادة الفكر، والزملاء في الإغاثة الإسلامية من العديد من المناطق والبلدان التي تعمل فيها المنظمة.

ركز المؤتمر على خمسة محاور أساسية شملت: فهم الوقف، والتحديات المعاصرة، والجمع المبتكر للتبرعات، والاستثمار لصالح الفقراء وقصص النجاح، والإطار القانوني والتنظيمي. حيث شكلت هذه الموضوعات منصة غنية لتبادل المعرفة والخبرات والتواصل بشكل أكبر بين أفضل الممارسات العملية والحفاظ على روح الوقف، بما يساهم في التنمية المستدامة.

الوقف نهج متعدد الأبعاد

أبرز ما خلص إليه المؤتمر أن الوقف يتطلب نهجًا متعدد الأبعاد، يتجاوز حدود الاقتصاد والتمويل. فهو موجود في سياق واسع، ويتأثر بعوامل عديدة مثل الثقافة والأطر المؤسسية والأنظمة القانونية. كما يمثّل الإيمان والدين معايير محورية ضرورية لفهم وتسخير إمكانات الوقف. فمنذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، شرع خبراء الاقتصاد في رحلة لتجديد الوقف، بهدف معالجة القضايا الملحّة التي تواجه العالم.

أهمية الوقف في التنمية المستدامة

وعلى مدار يومين، تطرق المتحدثون والمشاركون في المؤتمر إلى كيفية تفعيل الوقف كأداة قوية لإدارة الثروات في الغرب. فالوقف يبعث الأمل في تحسين حياة المجتمعات، من خلال المساهمة في القطاعات الخيرية والتنموية. لذلك تم التركيز بشكل خاص على جمع التبرعات المبتكرة وقصص النجاح، ما يبرز الإمكانات الهائلة للوقف في تحقيق التنمية للمجتمعات المسلمة الغربية وخاصة المجتمعات الفقيرة.

وفي الختام، خلص المشاركون إلى توصيات تهدف إلى تعزيز دور الوقف في الغرب، مع التركيز على أهمية مواصلة العمل على تطوير الأطر القانونية والتنظيمية التي تدعم نمو الوقف وتفعيل دوره التنموي.

ويتطلع صندوق الوقف الدولي إلى تنظيم مؤتمرات مستقبلية أخرى، بهدف زيادة الوعي حول الوقف، وتوسيع دوره في دعم المجتمعات المستدامة في جميع أنحاء العالم.