مع استمرار شدة الصراعات حول العالم، أعلنت الأمم المتحدة أن أعداد اللاجئين قفزت قفزة قياسية، مع أكثر من 110 ملايين لاجئ ونازح. وأوضحت الأمم المتحدة أن 9 من كل 10 لاجئين يعيشون في دول متوسطة أو منخفضة الدخل، ما يضيف عبئًا إضافيًا على هذه الدول، ولا يوفر فرصًا كافية لنمو اللاجئين والبدء من جديد خارج أوطانهم.
وفي ظل الأزمات المتشابكة وارتفاع معدلات الفقر، يمثل التوجه نحو دعم اللاجئين من خلال مشاريع مستدامة جانباً مهماً في الجهود الإنسانية لتقديم المساعدة والإسناد لكل من هو بحاجة لها. صندوق الوقف الدولي يولي اهتمامًا لهذا التوجه، في برامجه ومشاريعه الخيرية، ويعتبر أن الاستدامة هي الأساس في تحسين ظروف اللاجئين الفقراء حول العالم.
لماذا دعم اللاجئين مهم جدًا؟
لأنهم بكل بساطة تركوا كل شيء وراءهم واضطروا لمغادرة بيوتهم ومجتمعاتهم بسبب النزاعات أو الاضطهاد أو الكوارث، وباتوا يواجهون الفقر كل يوم. فالكثير من اللاجئين وجدوا أنفسهم في مخيمات اللجوء قاسية الظروف، وبعضهم استطاع توفير مأوى أفضل لكنه لا يستطيع إعالة أسرته. لذا، فإن دعم اللاجئين ليس مجرد واجب إنساني، بل يعتبر أيضاً استثماراً في بناء عالم أفضل، حيث يتمتع الجميع بالكرامة والفرص المتساوية.
صندوق الوقف الدولي يدعم اللاجئين بمشاريع مستدامة
تعتبر المشاريع المستدامة جزءاً أساسياً من جهود دعم اللاجئين، حيث تركز على بناء القدرات وتوفير الفرص المستدامة للأفراد. وتشمل هذه المشاريع بناء المدارس، وتوفير الرعاية الصحية من خلا سهم الصحة، وتوفير فرص العمل والتعليم، وتنمية المهارات، وتعزيز الاستقلالية المالية، وتطوير البنية التحتية، وغير ذلك الكثير. بفضل هذه المشاريع، يمكن للأفراد اللاجئين أن يبنوا حياة جديدة تتمتع بالاستقلالية والكرامة، وتكون مساهمة فعّالة في تنمية المجتمعات التي يعيشون فيها.
وفي صندوق الوقف الدولي حرصنا على تنفيذ مجموعة من المشاريع المستدامة للاجئين الفقراء في أكثر من مكان. خلال عام 2023 استطعنا مساعدة 80 شاب وشابة من اللاجئين في لبنان على تحسين مهاراتهم، كي يجدوا فرص عمل تُعيلهم.
ففي لبنان هاجر الكثير من الشباب بحثًا عن العمل، وواجه أولئك الذين بقوا في البلاد تضاؤل فرص العمل وتزايد عدم المساواة، مع استمرار اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. لذلك، قمنا بتمويل مشروع خاص لمؤسستنا الأم “الإغاثة الإسلامية” لمساعدة الشباب من عائلات اللاجئين اللبنانيين والفلسطينيين الفقراء، على بناء مستقبل أكثر إشراقا. استمر البرنامج 9 أشهر، تم خلالها تدريب 40 شاب و40 شابة في منظمات شريكة، كما تلقى 20 شاب الدعم بالمعدات والمواد اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة.
هذا واحد من عشرات المشاريع التي ننفذها سنويًا وبإمكانكم متابعتها باستمرار. يمكنكم أيضًا المساهمة في دعم اللاجئين وتحسين حياتهم من خلال التبرع بسهمٍ وقفي أو صدقة جارية، يتم استثمارها واستخدام عائداتها في تمويل المشاريع حول العالم.
المصادر:
https://www.unhcr.org/ar/mid-year-trends
التصنيف: Charity