الحروب والأزمات ليست مجرد تحدٍ لأمن المجتمعات والسياسات العالمية، بل تعد تهديدًا حقيقيًا للحياة والكرامة الإنسانية. فالمجتمعات المتضررة من الحروب والأزمات تعاني من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والصحي كنتيجة مباشرة للصراعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية.

ويواجه المتضررون من الحروب والصراعات أزمات متعددة، أبرزها النقص الحاد في الغذاء والمأوى، وانهيار البنية التحتية الصحية والتعليمية، وتفكك الروابط الاجتماعية والنفسية. ويترتب على ذلك بالطبع ارتفاع معدلات الفقر والجوع، وتفاقم الظروف الإنسانية للملايين.

ففي قطاع غزة الذي يعاني من حرب شرسة منذ السابع من أكتوبر 2023، يعاني 1.1 مليون شخص من أصل 2 مليون، من الجوع الكارثي. ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة بوصف الوضع “بالمستويات المروّعة من الجوع والمعاناة”، مشيرا إلى أن هذا هو “أكبر عدد من الأشخاص ممن يواجهون جوعا كارثيا يسجله نظام التصنيف على الإطلاق، في أي مكان وفي أي وقت”.

وفي السودان، حيث الصراعات المسلحة منذ منتصف إبريل 2023، تبين الإحصاءات أن معدل الفقر وصل 46.5%. كما تعاني البلاد من انهيار اقتصادي واجتماعي شديد، قد يستغرق سنوات طويلة للتعافي من آثاره.

أسهم الوقف تدعم المتضررين من الحروب والكوارث

في ظل هذا الواقع المرير في الكثير دول العالم، تلعب المؤسسات الخيرية دورًا حيويًا في تقديم الدعم والإغاثة للمتضررين. إذ تحاول توفير الغذاء والمأوى، وتقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي للمتضررين، وتحاول إصلاح المدارس وكفالة بعض الأيتام، وإعالة بعض أصحاب المشاريع ليقفوا من جديد.

وبدون دور الأفراد في التبرع لدعم المشاريع الخيرية الإغاثية أو المستدامة، تبدو مهمة المؤسسات أصعب. لذلك نحن نعمل في صندوق الوقف مع المتبرعين بأسهم الوقف لدعم المتضررين، حيث نستخدم عائدات تبرعاتهم في الإغاثة الطارئة ومشاريع دعم سبل العيش.

 

دعم النازحين في قطاع غزة، ومن قبلهم دعم المتضررين من الزلازل المدمرة في تركيا وسوريا، كان من أبرز المشاريع التي عملنا عليها خلال عام 2023. حيث عملنا في بداية الأزمة على توفير مستلزمات الغذاء والصحة والمأوى بشكل عاجل، ثم توجهنا للدعم النفسي وإعادة التأهيل ودعم الأيتام.

اقرأ المزيد عن كيفية عملنا في دعم المتضررين من الحروب والكوارث.

آن الأوان لتضع التعاطف الصامت من وراء الشاشات جانبًا، وتبادر لدعم المبادرات والمشاريع التي تنقذ أرواح المتضررين. فالتبرع اليوم أصبح سهلًا وآمنًا، ويمكنك متابعة أثره أولًا بأول.

التصنيف: الأخبار