تبرع بوقف في ظل الأزمات العالمية كتكافل واحد :

تبرع بوقف في ظل الأزمات العالمية كتكافل واحد : مرّ عام 2020 ثقيلًا على العالم أجمع، فأزمة كوفيد 19 إلى جانب العديد من الأزمات الأخرى، جعلته عامًا صعبًا بالنسبة لكثير من الناس، خاصة المجتمعات الأكثر ضعفًا، وسكان  المناطق الريفية التي تعاني من نقص التمويل أو مناطق الصراع.

 

أسعار الغذاء العالمية ارتفعت في عام 2020 بنسبة 14% مقارنة بـــــ2019، بحسب بيانات البنك الدولي. وتتوقع الأمم المتحدة أن يعاني أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد خلال عام 2021.

 

هذه المعطيات، إلى جانب أوضاع اللاجئين حول العالم، وما تسببه الكوارث الطبيعية والحروب، عززت “التكافل الاجتماعي” الإنساني. أي مشاركة أفراد المجتمع كافة في مساندة بعضهم البعض ماديًا ومعنويًا في أوقات الحاجة الماسة.

 

التكافل الاجتماعي في الإسلام.. لكل البشر

هذا الشكل من التكافل الاجتماعي، هو ما دعا إليه الإسلام، على اختلاف معتقدات البشر، ويظهر ذلك في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].

 

وقد فتح الإسلام أبواب التكافل الإنساني على مصراعيها، فإذا تأملت حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، تجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشجع حقوق الإنسان الأساسية في المساواة والكرامة والتعاطف، وهذا يوجب عليك أن تفكر في كيفية مساعدة الآخرين ليكتمل إيمانك.

 

كيف يشجع الإسلام التكافل والوحدة؟

هناك العديد من العبادات التي يمكن للمؤمنين المشاركة فيها، جعل الإسلام بعضها فرض إجباري، كالزكاة، وبعضها الآخر طوعي أو موصى بها “سنة”. والزكاة عمل خيري إلزامي (إذا كان المرء قادرًا ماليًا)، بينما الصدقة والوقف أعمال خيرية تطوعية أو موصى بها يتم تشجيعها أيضًا.

 

إن العطاء من خلال الزكاة أو الصدقة أو الوقف يوحّد المجتمع، ويزيد المحبة واللُحمة والرحمة، ويساعدنا على رعاية بعضنا البعض بكرامة وتعاطف.

 

مؤسسات دولية تعمل بمبدأ التكافل الإسلامي

انطلاقًا من هذه المبادئ الإسلامية العظيمة ومبادئ التكافل الإسلامي، قامت العديد من المؤسسات والمنظمات بتيسير سبل التكافل حول العالم، مثل صندوق الوقف الدولي، ومنظمة الإغاثة الإسلامية –المنظمة الأم للصندوق-.

 

نحن في صندوق الوقف الدولي، نسترشد بالقيم والتعاليم الإسلامية، التي تؤكد بأن على الأغنياء واجب تجاه الذين هم أقل حظًا منهم، لذلك نيسّر سبل التكافل بين الفقراء والأغنياء من خلال جمع تبرعاتكم ثم استثمارها فيما يتوافق مع الشريعة الإسلامية. وبعد تحقيق عوائد نستخدم جزءًا من الأرباح لتمويل المشاريع الخيرية المستدامة، ثم نعيد استثمار الجزء الآخر، ليبقى تبرعك مستمرًا عامًا بعد عام.

 

وخلال أزمة كوفيد19 –عام 2020-  ساعدتنا تبرعاتكم من خلال الأسهم الوقفية والصدقة الجارية، في توفير متطلبات العيش الأساسية للعديد من الأسر الهشة في الأردن، لبنان، اليمن، إندونيسيا، المملكة المتحدة، باكستان والبوسنة.

 

وبأكثر من 700 ألف جنيه استرليني، نفذنا خلال عامي 2019 و2020 مشاريع لكفالة الأيتام، وتوفير الرعاية الصحية والمياه النظيفة للأسر الهشّة، إلى جانب مشاريع تعليمية وأخرى لتحسين سبل العيش، في دول من آسيا وإفريقيا.

 

إذا كنت تبحث الآن عن طريقة سريعة ومضمونة لتتضامن مع إخوانك وأخواتك في الإنسانية، اطّلع على مشاريعنا وأسهمنا الوقفية المتاحة ثم تبرّع.