رمضان.. شهر الرحمة والعطاء
مع دخول نفحات الشهر الكريم، تنبض قلوب المسلمين حول العالم حبًا وعطاءً ورحمة. يمتنعون عن شهواتهم الدنيوية من بزوغ الفجر إلى غروب الشمس، كتعبير عن طاعتهم وإخلاصهم لله سبحانه وتعالى، ويجتهدون في العبادات والتدبّر والسمو الروحي.
وإلى جانب الصيام، يُعتبر شهر رمضان فترة مُهمّة لزيادة كل العبادات، كالذِّكر والصلاة وتلاوة القرآن، وكذلك الصدقات والأعمال الخيرية. كما يُعتبر الصيام في هذا الشهر بمثابة تذكير بالصعوبات التي يواجهها الناس الذين لم ينالوا حظًا مثلنا في هذه الحياة الدنيا، مما يجعلنا نُظهر التعاطف والتآزر معهم، ونُجزل العطاء لهم.
كما أن رمضان يتيح لنا فرصة فريدة للتنمية الروحية، ففيه نسعى لتطهير عقولنا وقلوبنا وأرواحنا، وتعميق ارتباطنا وعلاقتنا بالله عز وجلّ. إنه شهر التفكر في الذات، والانضباط الشخصي، والتجديد الروحي الذي يُقوّي مجتمعنا، ويعزز روح التراحم والكرم.
كيف يعملُ سهم وقف رمضان؟
يُقدّم لكم صندوق الوقف الدولي فرصة مُميزة للمساهمة في مساعدة العائلات الصائمة خلال شهر رمضان المبارك. فمن خلال سهم الوقف الرمضاني، يمكنك إحداث تأثير دائم في المحتاجين، وذلك من خلال تزويدهم بالطعام خلال شهر رمضان، ليس لعام واحد فحسب، بل لأعوام طويلة قادمة.
والعملية في حد ذاتها بسيطة، حيث تتبرع حضرتك بمبلغ أوليّ، ثم نستثمره لك في إحدى محافظ صندوق الوقف الدولي، وبعد ذلك يتم استخدام عائدات هذا الاستثمار كل عام لتزويد العائلات بسلال الطعام الرمضانية، والتي عادة ما تُطعم 5 أشخاص في المتوسط.
وتحتوي هذه السلال الغذائية على أغذية أساسية وضرورية، وتتكوّن من عناصر غذائية مختلفة، بحيث تكون بمثابة مصدر قوت للأسرة خلال شهر الصيام.
إن مشاركتك في سهم الوقف الرمضاني ليست من أعمال الخير والبر فحسب، ولكنها توفر أيضًا فرصة دائمة ومستمرة لإحداث تغيير إيجابي في ظروف المحتاجين، وتصنع فارقا فعليّا في حياتهم. كما يمكنك -من خلال سهم الوقف- أن تُهدي أجر تبرعك إلى شخص تُحبه، وهي تُعدّ هدية معتبرة، وذات معنى عميق.
ماذا يوجد في سلة الطعام الرمضانية؟
تحتوي سلال الطعام الرمضانية على مجموعة من الأطعمة الأساسية التي تساعد في إطعام أسرة متوسطة مُكوّنة من 5 أفراد، طيلة شهر رمضان المبارك. وتشتمل السلة على تشكيلة متنوعة من العناصر التي تلبي الاحتياجات الغذائية للأسرة، بما في ذلك الأرز والعدس وزيت الطهي ودقيق القمح والسكر والبيض، وغيرها من الأطعمة المطلوبة محليّا.
وتُشكل عناصر السلة المكونات الأساسية لنظام غذائي متوازن، حيث تزود الأشخاص بالطاقة والتغذية اللازمة للمعيشة والتحمّل طوال اليوم، فالصائمون يمتنعون عن الطعام والشراب من بزوغ الفجر إلى غروب الشمس، وبالتالي هم في حاجة ماسة للتغذية المناسبة. والهدف الرئيسي من سلة الطعام الرمضانية هو دعم الأسر المحتاجة، وضمان حصول الجميع على طعام كافٍ ومغذٍ خلال هذا الشهر الكريم.
ما مدى تأثير مشاركتك في وقف رمضان؟
لا شك أن الأثر الذي تُحدثه أسهمك الوقفية يعتبر بعيد المدى، بل ويصنع فرقًا حقيقيًا في حياة المحتاجين.
ففي شهر رمضان من العام 2022، أسفرت جهودنا في إندونيسيا والعراق عن تقديم عدد كبير من السلال الغذائية للمحتاجين، حيث تم توزيع 229 سلة غذائية في إندونيسيا و 230 سلة غذائية في العراق.
لم توفر سلال الطعام هذه القُوت خلال شهر رمضان المبارك فحسب، بل كانت أيضًا رمزًا حيّا للتعاضد والتراحم والكرم. فبفضل دعمكم، تمكنا من إحداث تأثير إيجابي على الأهالي في إندونيسيا والعراق، والمساعدة في التخفيف من بعض التحديات التي يواجهها المحتاجون خلال شهر رمضان.
ولهذا نؤكد لكم أن تبرعاتكم تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، ونحن ممتنون جدا لدعمكم.
“إن مجتمعنا سعيد جدًا بهذا الدعم، فكما تعلمون، الحياة هنا صعبة للغاية، والطعام باهظ الثمن.
إن سلال الطعام الرمضانية مفيدة جدًا لنا، فنحن نعيش هنا في مأوى مؤقت منذ فترة طويلة، ولم نتلق مثل هذه المساعدات من قبل على مدار السنين الماضية. إنها تقلل من تكلفة المعيشة علينا”. – المستفيدة: إيلي.