من عدالة إسلامنا العظيم أنه جعل التكافل الإنساني فرض على الجميع، كلّ حسب استطاعته. فشرع الله الزكاة والصدقات، وجعل للفقراء والمساكين نصيب في ثروات الأغنياء، ليشعر كل فردٍ بمسؤوليته الاجتماعية والدينية، مثل فرض الزكاة. 

مفهوم الزكاة 

الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة الأساسية، وهي فريضة على كل مسلم عاقل قادر مكلَّف، من خلال التبرع بنِصاب معين من المال إذا حقق شروطًا معينة مرتبطة بالوقت والقيمة.  

ما مقدار زكاة المال؟ 

نِصاب زكاه المال المعلوم هو 2.5% من إجمالي الممتلكات والثروة إذا مرَّ عليها عام. 

والنصاب هو قيمة الحد الأدنى الذي إذا مرَّ عليه عام كامل وهي عند المسلم ولم تنقص، وجب إخراج زكاة عنها. وقد قُدِّرت هذه القيمة بالذهب والفضة طبقًا لأحاديث رسول الله ﷺ، وهي ما يعادل 612.36 غرام من الفضة أو 87.48 غرام من الذهب.

 

الزكاة نظام اقتصادي إسلامي عادل

تعتبر الزكاة، نظامًا اقتصاديًا عادلًا، لأنها لا تجب إلا على مَن لديه المال أو الممتلكات. كما تبرز عدالتها في فكرة التكافل الاجتماعي، حيث يجعل الله للفقراء حق في جزء من أموال الأغنياء أو المقتدرين. 

والزكاة تشمل جميع الممتلكات “إذا بلغت النصاب ومرّ عليها الحول”، مثل الأموال والممتلكات العقارية، والأسهم، والذهب، والفضة، وريع التجارة. وكل هذا إلى جانب زكاة الفطر التي يتوجب على المسلمين إخراجها مرة في العام خلال شهر رمضان المبارك، ويتم تقدير قيمتها كل عام حسب ثمن المواد الغذائية التي تطعم الفقير. 

إذاً، تخيل أن كل المسلمين ملتزمين بدفع 2.5% من ثرواتهم بشكل دوري. هل سيبقى هذا العدد من الفقراء في المجتمعات؟ فالزكاة نظام اقتصادي واجتماعي، بإمكانها أن ترتقي بحياة ملايين البشر حول العالم. لأن المتبرع بالزكاة سوف يجتهد لتعويض المبلغ الذي تم دفعه، ويبارك الله فيه في الدنيا والآخرة، والفقير الذي حصل على الزكاة سيوفر متطلبات حياته الأساسية. 

 

مَن يستفيد من الزكاة؟

وضحت سورة التوبة بشكل مفصل الفئات التي يحق لها الاستفادة من الزكاة. يقول الله عز وجل: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” – سورة التوبة (60).

 

وهذا يعني أن الزكاة تُصرف لــــ: 

  • الفقراء والمساكين.
  • العاملين على إدارة أموال الزكاة وإيصالها إلى المحتاجين.
  • المسلمين الجدد لتأليف قلوبهم وتثبيتهم.
  • الأسرى والغارمين.
  • في سبيل الله.
  • ابن السبيل والذي يدخل في إطاره اليوم اللاجئ والنازح والفقير بلا مأوى أو مسكن.
  • الأقرباء من الفقراء والمحتاجين.

ما الفرق بين الزكاة والصدقات؟

في مفهوم التكافل الإسلامي، كل ما تخرجه في سبيل الله فهو صدقة، لكن الفرق يكمن في تفاصيل الصدقات. 

الصدقة: كل تبرع في سبيل الله بغض النظر عن قيمته وتوقيته، وهي سنّة. 
الصدقة الجارية:    كل صدقة يبقى أثرها وأجرها مستمر، بغض النظر عن قيمتها وتوقيتها، وهي سنّة.  
الوقف: تبرع مالي يبقى أصل المال فيه موقوفًا، ويعد أثره وأجره كصدقةٍ جارية، وهو سنّة.  
الزكاة: تبرع مالي محدد بقيمة وتوقيت، وهي فرض. 

 

 

 

 

 

كيف تتبرع بزكاتك عبر الإنترنت؟ 

الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا للتبرع لها يتطلب جهدًا ووقتًا وإمكانات. واليوم تقوم المنظمات العالمية ذات المصداقية العالية بهذه المهمة، وتعطيك طريقة سهلة وبسيطة لدفع زكاتك عبر الإنترنت. 

يمكنك التبرع بزكاتك لمؤسستنا الأم “الإغاثة الإسلامية عبر العالم” ذات الوصول العالمي الواسع إلى كافة قارات العالم. 

كما يمكنك التبرع بصدقة جارية أو بسهمٍ وقفي في أي وقت من العام وبأي مقدار من المال، من خلال موقعنا الإلكتروني.

التصنيف: الأخبار